قُـرآنيات

(وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى): وقفات تأصيلية

(1) الوقفة الأولى: أن جمهور أهل السنة يقولون أن أسماء الله توقيفية من حيث الأصل، على النص الشرعي كتاباً وسنة، أو إجماع، ولا نُطلقُ عليه اسماً لم يرد به الخبر النقلي الصحيح، أو وقع عليه إجماع؛ وهو الطريق الأسـلم، والسبيل الأقـوم.

وقد قرَّرَ ذلك  كل من:

1)   البيهقي في: (الأسماء والصفات[1]).

2)    الخطَّابي في: (شأن الدعاء[2]).

3)   القاضي أبوبكر الباقلاني في: (التمهيد[3])، ونقله عنه الزركشي في: (معنى لاإله إلا الله[4]).

4)    الغزالي في: (المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى[5])، – إلا أنه جعل التوقيف على الاسم فقط كما سيأتي – كما نقله عنه كل من: ابن حجر في: (فتح الباري[6])، والنبهاني في: (مفرج الكروب[7]).

5) ابن تيمية في: ( مجموع الفتاوى[8]).

6)  ابن القيم في: ( بدائع الفوائد[9]).

7)  السَّفَّارِيني (ت: 1188هـ) في: (لوامع الأنوار[10])، حيث قال – نظماً- :”لـكنها في الحق تـوقيفية / لــنا بـذا أدلـة وفـيـة”ا.هـ.

8) ابن حمدان الحنبلي في: (نهاية المبتدئين[11]).

9) ابن بلبان الحنبلي في: (مختصر نهاية المبتدئين)، مع (مختصر الإفادات[12]).

10)  ابن حزم في: (الفصل في الملل والنحل[13]).

11) النووي في: (شرح صحيح مسلم[14]).

12) السيوطي في: (شرح سنن ابن ماجــه[15])، قال:” أسماء الله توقيفية على المذهب المختار”أ.هـ.

13) أبو القاسم القشيري كما في: (سبل السلام، للصنعاني[16]).

(2) الوقفة الثانية: أن ما ورد – من الأسماء- في الشرع بإطلاق أطلقناه، وما منع الشرع بإطلاق منعناه، و ما لم يرد من الأسماء إثباته، ولا نفيه لم نقضِ فيه بتحليل ولا تحريم، وإنما نستفصل عنه في شيئين:

أ)    الأول: اللفظ، فإننا لا نثبته، ولا ننفـيه، لعدم ورود النفي والإثبات -، إلا إذا كان اللفظ بظاهره يفضي إلى القول بالنقص في جناب الله فإننا نرده بداءةً-.

ب)  الثاني: المعنى، فإننا نستفصل فيه، فإن كان المعنى يوهم النقص بالله رددناه، وإن كان يليق بالله قبلناه.

– وقد قرر ذلك جماعة من العلماء قديما وحديثا منهم:

الجويني في :(الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد[17]).

– القاضي أبوبكر الباقلاني في: (التمهيد[18])، ونقله عنه الزركشي في:(معنى لاإله إلا الله[19])، وقال عقبه:”وهو المختار عند الخـلاف”ا.هـ. – وقد قرر ذلك كذلك غيرهما قديماً وحديثاً-.

وعليه فإن في المسألة  ثلاثة أقوال:

1) القول الأول: يرى عدم تجاوز أي اسم لم يرد في الكتاب والسنة – من حيث الأصل- . وهو المختار عند الأكثر. وأما الأسماء التي لم ترد فلا يقبلونها إلا بشرطين واحد في اللفظ وآخر في المعنى-.

–  إلا أن بعضهم تشدد حتى في إطلاق  اللفظ غير الوارد أنه من الأسماء الحسنى، وقال بعدم جواز إطلاقه، “ولو صح معناه”؛ ومن أولئك أبو القاسم القشيري؛ فقد نقل عنه الصنعاني في: (سبل السلام[20])، -قوله:”الأسماء تؤخذ توقيفاً من الكتاب والسنة والإجماع، فكل اسم ورد فيها وجب إطلاقه في وصفه، وما لم يرد لم يجز ولو صح معناه” ا.هـ.

2) القول الثاني : يرى أن كل اسم دل على معنى يليق بجلال الله وصفاته يصح إطلاقه على الله بلا توقيف، لأن أسماء الله وصفاته بالفارسية والتركية وسائر اللغات، ولم يرد شيء منها في القرآن والحديث مع إجماع المسلمين على جواز إطلاقها على الله، ولأن الله تعالى قال: }ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها{الآية. وحُسنُ الاسم باعتبار دلالته على صفات المدح ونعوت الجلال، وكل اسم دل على هذه المعاني كان اسماً حسناً فيجوز إطلاقه على الله تمسكاً بهذه الأدلة،”ولأنه لا فائدة في الألفاظ إلا رعاية المعنى، فإذا كانت المعاني صحيحة كان الإطلاق جائزاً” ا.هـ. وهذا القول الثاني نقله الزركشي: بقوله في: (معنى لاإله إلا الله[21]):”ذهب  بعضهم…”، – وذكر هذا القول-.

        –  وممن قال بهذا القول من المعاصرين الشرباصي (ت: 1400هـ) في كتابه: (موسوعة: له الأسماء الحسنى[22]).   

3) القول الثالث : وهو غير مشهور عند أهل السنة- حيث قال الزركشي في: (معنى لاإله إلا الله[23]):”… وفي المسألة مذهب ثالث ذهب إليه الغزالي (ت: 505هـ) وهو أن إطلاق الاسم على الله لا يجوز إلا بالتوقيف، وأما إطلاق الصفات عليه فلا يتوقف على التوقيف، ففرق بين الاسم والصفة…”ا.هـ.

       –     وقد تبعه الفخر الرازي (ت:606هــ) في كتابه: (لوامع البينات في الأسماء والصفات[24])، وذكر أنه اختيار الغزالي – رحمه الله -.

        ولاشك أن القول الأول هو الأسلم – والمختار عند الأكثر- ومن تشدد كذلك منهم في مسألة إطلاق اللفظ ولو صح معناه له وجاهته وقوته؛ وللقول الثاني وجاهته الاستدلالية أيضاً حيث أن العرب  في مواطن كثيرة لا ترى الألفاظ مقصودة لذاتها، إذا حوفظ على المعاني فيها، ولكن في مواطنَ أخرى تعمد إلى الحفاظ على الألفاظ وعدم تغييرها، وهذا في القول الأول أكثر وجاهة[25].

وعلى كل فالخلاف في المسألة قائم كما قال الزرقاني فيما نقله عنه النبهاني في: (مفرج الكروب[26]).

(3) الوقفة الثالثة: أن هناك خمسة قواعد[27] يجب أن تُراعى عند التعامل مع الأسماء الحسنى وهي:

1) القاعدة الأولى: العناية بالاسم الثابت في القرآن الكريم وصحيح السنة. قال ابن تيمية: “الأسماء الحسنى المعروفة هي التي وردت في الكتاب والسنة”، كما في كتابه: (الأصفهانية[28]).

    وقال ابن الوزير اليماني: “فينبغي في تعيين ما تعيَّن منها – ]أي: الأسماء الحسنى[- الرجوع إلى ما ورد في كتاب الله بنصه أو ما ورد في المتفق على صحته من الحديث”أ.هــ. كما في كتابه: (العواصم[29]).

وعلى ذلك ليس من أسماء الله (النظيف) ولا (السخي) ولا (القيَّام)… ونحوها، لأنها جميعاً لم تثبت إلا في روايات ضعيفة أو قراءاتٍ شاذة.

2) القاعدة الثانية: عَلَمِيَّةُ الاسم؛ فلا بد أن يرد الاسم في النص مراداً به العَلَمِيَّة ومتميزاً بعلاماتِ الاسمية المعروفة في نحو اللغة العربية:

1)  كأن يدخل عليه حرف الجر كقوله: )وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ)، [الفرقان:58] .

2)  أو يرد الاسم مُنوناً كقوله: (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ)، [يس:58] .

3)  أو تدخل عليه ياء النداء كما ثبت في الدعاء المرفوع: (يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ). (صحيح أبي داود 1326) .

4)  أو يكون الاسم مُعرَّفاً بالألف واللام كقوله: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى)، [الأعلى:1].

5) أو يكون المعنى محمولاً عليه كقوله : (الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً)، [الفرقان:59] .

 فهذه خمس علامات يتميز بها الاسم عن الفعل والحرف وقد جمعها ابن مالك -بقوله :

 ” بالجر والتنوين والندا / وأل: ومسند للاسم تمييز حصل”ا.هـ. كما في: (شرح ابن عقيل[30]).

 وهذا الشرط مأخوذ من قوله: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ)، ولم يقل الأوصاف أو الأفعال فالوصف أو الفعل لا يقوم بنفسه كالسمع والبصر.

     وعليه فإن كثيراً من الأسماء المشتهرة على ألسنة الناس هي في الحقيقة أوصاف أو أفعال لا تقوم بنفسها وليست من الأسماء الحسنى.

     فــ(المعز والمذل) اسمان اشتهرا بين الناس شهرة واسعة وهما وإن كان معناهما صحيحا لكنهما لم يردا في القرآن أو السنة، وحجتهم في إثبات الاسمين هو قوله تعالى : (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ)، [آل عمران:26] فالله أخبر أنه يُؤْتِي وَيَنْزِعُ وَيُعِزُّ وَيُذِلُّ ويشاء ولم يذكر سوى صفات الأفعال، فهؤلاء اشتقوا لله اسمين من فعلين وتركوا باقي الأفعال فيلزمهم تسميته بالمُؤْتِي وَالمنْزِعُ والمشيء… ، ومثله  اشتقاق اسم: (السريع)، وهو ليس باسم، من صفة الفعل، كما في قوله تعالى: (سريع الحساب)، فاشتقوا له اسم:”السريع”… وعلى ذلك فقس.

3) القاعدة الثالثة: من شروط الإحصاء الإطلاق، وذلك بأن يرد الاسم مطلقاً دون تقييد ظاهر أو إضافة مقترنة، بحيث يفيد المدح والثناء بنفسه، لأن الإضافة والتقييد يحدان من إطلاق الحسن والكمال على قدر المضاف وشأنه، وقد ذكر الله أسماءه باللانهائية في الحُسن فقال: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)، أي البالغة مطلق الحسن بلا حد أو قيد، ويدخل في الإطلاق أيضاً اقتران الاسم بالعلو المطلق فوق الكل لأن معاني العلو هي في حد ذاتها إطلاق، فالعلو يزيد الإطلاق كمالا على كمال.

      قال ابن تيمية: “الأسماء الحسنى المعروفة هي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها”، في كتابه: (الأصفهانية[31]).

      وإذا كانت الأسماء الحسنى لا تخلو في أغلبها من تصور التقييد العقلي بالممكنات، وارتباط آثارها بالمخلوقات كالخالق والخلاَّق والرازق والرَّزاق؛ أو لا تخلو من تخصيص ما يتعلق ببعض المخلوقات دون بعض؛ كالأسماء الدالة على صفات الرحمة والمغفرة؛ فإن ذلك التقييد لا يدخل تحت الشرط المذكور، وإنما المقصود هو التقييد بالإضافة الظاهرة في النص فليس من أسماء الله (البالغ) لقوله : (إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ) [الطلاق:3]، ولا يصح إطلاقه في حق الله، ولا (المخزي) لقوله: )وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ( [التوبة:2]، ولا (الفالق) و(المخرج) لقوله : (إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى) ..الآية  [الأنعام:95]، وقس كذلك (الغافر) و(القابل) و(الشديد) و(الفاطر) و(الجاعل) و(المنزل) و(السريع) و(المحيي) و(الرفيع) و(النور) و(البديع) و(المحيط) و(الكاشف) و(الصاحب) و(الخليفة) و(القائم) و(الزارع) و(الماهد) و(الهادي) و(الطبيب) و(الفاعل)، فهذه أسماء مقيدة تذكر في حق الله على الوضع الذي قيدت به فتقول: يا مقلب القلوب ولا نقول يا مقلب فقط.

     فـ(السريع) – مثلا، وصفٌ ورد مقيداً في النص القرآني: (سريع الحساب).  فيقال: (سريع الحساب)، على جهة الإخبار.- لذلك فالدعاء / أو الذكر به مجرداً كأن تقول: يا (سريع) فقط فـيه نظر، لمخالفته أن يكون وصفاً مقيداً،  كما جاء في الآية … وعلى ذلك فقس.

     والـخـلاصـة في هذه القاعدة: أن ما ورد مقيداً – من الأسماء- لا يكون اسماً بمفرده بهذا الورود؛ مثل: (سريع الحساب)، و(مجري السحاب)… وغيرها[32].

4) القاعدة الرابعة: دلالة الاسم على الوصف: فلا بد أن يكون اسماً على مسمى؛ لأن القرآن بين أن أسماء الله أعلام وأوصاف فقال تعالى : (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، فدعاء الله بها مرتبط بحال العبد ومطلبه وما يناسب حاجته واضطراره من ضعف أو فقر أو ظلم أو قهر أو مرض أو جهل أو غير ذلك من أحوال العباد، فالضعيف يدعو الله باسمه القادر المقتدر القوي، والفقير يدعوه باسمه الرازق الرزاق الغني، والمقهور المظلوم يدعوه باسمه الحي القيوم إلى غير ذلك مما يناسب أحوال العباد والتي لا تخرج على اختلاف تنوعها عما أظهر الله لهم من أسمائه الحسنى، فلو كانت الأسماء جامدة لا تدل على وصف ولا معنى لم تكن حسنى لأن الله أثنى بها على نفسه، والجامد لا مدح فيه ولا دلالة له على الثناء، كما أنه يلزم أيضاً من كونها جامدة أنه لا معنى لها، ولا قيمة لتعدادها أو الدعوة إلى إحصائها، ويترتب على ذلك أيضاً رد حديث الصحيحين: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَاً) ، أما مثال ما لم يتحقق فيه الدلالة على الوصف من الأسماء الجامدة ما ورد في الحديث القدسي: (يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ ، بِيَدِي الأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ)، (البخاري[33])، فالدهر اسم لا يحمل معنى يلحقه بالأسماء الحسنى كما أنه في حقيقته اسم للوقت والزمن[34].

         ويلحق بذلك أيضا الحروف المقطعة في أوائل السور والتي اعتبرها البعض من أسماء الله: فلا يصح أن تدعو الله بها فتقول في (ألم) : (اللهم يا ألف ويا لام ويا ميم اغفري لي)!

5) القاعدة الخامسة: أن يكون الوصف الذي دل عليه الاسم في غاية الجمال والكمال، فلا يكون المعنى عند تجرد اللفظ منقسماً إلى كمال أو نقص أو يحتمل شيئاً يحد من إطلاق الكمال والحسن، وتلك القاعدة مأخوذة من قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى )، وكذلك قوله: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ) [الرحمن:78]، فالآية تعني أن اسم الله تنزه وتمجد وتعظم وتقدس عن كل معاني النقص، فليس من أسمائه الحسنى (الماكر والخادع والفاتن والمضل والمستهزيء والكايد)… ونحوها، لأن ذلك يكون كمالاً في موضع ونقصاً في آخر، فلا يتصف به الله إلا في موضع الكمال فقط كما ورد به نص القرآن والسنة.

(مناظرة):

      مناظرة في أسماء الله، هل هي توقيفية؟ أم لا؟ بين الإمام الأشعري وشيخه أبي على الجبائي.

ذكرها تاج الدين السبكي الشافعي في: (طبقات الشافعية الكبرى[35]).

        قال: “دخل عليهما رجل يسأل: هل يجوز أن يُسمَّى الله  تعالى عاقلاً؟

فقال أبو علي الجبائي: لا يجوز؛ لأن العقل مشتق من العقال وهو المانع، والمنع في حق الله محال فامتنع الإطلاق!

فقال له أبو الحسن الأشعري: فعلى قياسك لا يسمى الله سبحانه حكيماً؛ لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام، وهي الحديدة المانعة للدابة عن الخروج ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت -رضي الله عنه-: فنحكم بالقوافي من هجانا، ونضربُ حين تختلط الدماء، وقول الآخر:

“أبني حنيفة حكموا سفهاءكم/ إني أخاف عليكمُ أن أغضبا”،

     والمعنى نمنع بالقوافي من هجانا، وامنعوا سفهاءكم؛ فإذا كان اللفظ مشتقاً من المنع، والمنع على الله محال؛ لزمك أن تمنع إطلاق حكيم على الله تعالى!

     فلم يُجب الجبائي! إلا أنه قال للأشعري: فلمَ منعت أنت أن يُسمى الله عاقلاً وأجزت أن يسمى حكيماً؟
 قال الأشعري: لأن طريقي في مأخذ أسماء الله عز وجل الإذن الشرعي دون القياس اللغوي، فأطلقتُ حكيماً لأن الشرع أطلقه ومنعت عاقلاً لأن الشرع منعه، ولو أطلقه الشرع لأطلقته” ا.هـ بنصه.

(4) الوقفة الرابعة: العدد الكلي لأسماء الله الحسنى انفرد الله عز وجل بعلمه، أما التسعة والتسعون فالمقصود بها الأسماء التي تَعرَّفَ الله بها إلى عباده في كتابه وسنة نبيه، ورتب عليها أجراً.

وفي ذلك يقول البيهقي(ت:458هـ)، في كتابه: (الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد[36])، :”قوله- (- إن لله تسعة وتسعين اسماً …- الحديث، لا ينفي غيرها، وإنما أراد-والله أعلم:

أ-أن من أحصى من أسماء الله- عز وجل- تسعة وتسعين اسماً دخل الجنة”أ.هـ.

 وفي كتابه: (الأسماء والصفات[37])، :-يذكر تعليلاً آخر بقوله:

ب-“وقع التخصيص بذكرها لأنها أشهر الأسماء، وأبينها معنى”ا.هـ.

     وهذه المسألة محل اتفاق، حيث قال السيوطي في: (شرح سنن ابن ماجــه[38]):”واتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسمائه سبحانه تعالى؛ فليس معناه انه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين، وإنما مقصود الحديث إن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة؛  فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء”ا.هـ.

ونقل كذلك الاتفاق النووي في: (شرح صحيح مسلم[39]).

(5) الوقفة الخامسة: فــــروق وتقاسيم.
      -الفرق الأول: بين الاسم والصفة: حيث إن

1-    الاسم: هو ما دل على الذات، مع الدلالة على صفات الكمال. مثل: (السميع ، البصير…).

2-    الصفة: هي ما دل على معنى قائم بالذات فقط. مثل: (السمع، البصر…).

     إلا أن للاسم إطلاقات، وحاصل التفرقة بينه وبين الصفة، ما قاله أبو بكر بن العربي في كتابه: (أحكام القرآن) (2/ 792)- بقوله-:”التفرقة بين الاسم وبين المشتق – أي :الصفة- صناعة نحوية وقاعدة أسسها سيبويه ليرتب عليها قانوناً في التصريف، والجمع، والتصغير، والحذف، والزيادة، والنسبة، وغير ذلك؛ إذ لحظ ذلك في مجاري العربية، وهو أمر لا تحتاج إليه الشريعة بعضد، ولا ترده بقصد، فلا معنى لإنكارها للقوم أو إقرارها” ا.هــ.

 وقد كان ابن خالويه لا يفرق بين الاسم والصفة[40].

     – الفرق الثاني: الفرق بين الاسم والخبر: حيث إن الخبر- أو الإخبار- لا يشترط فيه التوقيف، أما الاسم فمضى ذكر الخلاف فيه وحوله.

وكون باب الإخبار لا يشترط فيه التوقيف، هو محل اتفاق، وقد نقل الاتفاق الغزالي (ت: 505هـ) في كتابه: (المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى[41]).

     يقول ابن القيم في: (بدائع الفوائد[42]): “…إن ما يُطلق عليه- أي: على الله- في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يُطلق عليه من (الإخبار) لا يجب أن يكون توقيفياً، كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه…” ا.هـ.

     إلا أن ابن حزم شدد في باب الإخبار، وجعله كباب الأسماء فقال في: (الفصل في الملل والنحل[43]): “لا يجوز أن يسمَّى الله  تعالى ولا أن يخبر عنه إلا بما سمى به نفسه أو أخبر به عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- أو صح به إجماع جميع أهل الإسلام المتيقن ولا مزيد…” ا.هـ. 

(فائدة أولى):

من أوسع الكتب التي تحدثت عن الأسماء الحسنى – أربعة:

1- (الأسماء والصفات)، للبيهقي (ت:458هـ).وقد تميز بالاستقصاء الأثري للأسماء، ولم يلتزم برواية واحدة مثل رواية الوليد بن مسلم، أو رواية عبد العزيز بن الحصين.

2- (لوامع البينات في الأسماء والصفات) للفخر الرازي (ت:606هــ).وقد تأثر فيه كثيراً بالإمام الغزالي، وكتابه: (المقصد الأسنى).

3-  (موسوعة له الأسماء الحسنى) للشيخ الشرباصي (ت: 1400هـ).

4- (أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة)- لـ محمود عبد الرازق الرضواني: وهو في خمسة أجزاء. وقد أجازه الأزهر عليه، وحث على نشره.

   (فائدة ثانية):

عرض الأسماء الحسنى الــــ(99) – كي يتسنى العمل بها – بأدلتها من الكتاب والسنة – كما أوردها (الرضواني) في كتابه: (أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة):

1-الرَّحْمَنُ 2-الرَّحِيمُ لقوله :  تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  [فصلت:2] ، 3-المَلِك 4-القُدُّوسُ 5-السَّلامُ 6-المُؤْمِنُ 7-المُهَيْمِنُ 8-العَزِيزُ 9-الجَبَّارُ 10-المُتَكَبِّرُ لقوله :  هُوَ اللهُ الذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ  [الحشر:23] ، 11-الخَالِقُ 12-البَارِئُ 13-المُصَوِّرُ لقوله :  هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ  [الحشر:24] ، 14-الأَوَّلُ 15-الآخِرُ 16-الظَّاهِرُ 17-البَاطِنُ لقوله :  هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ  [الحديد:3] ، 18-السَّمِيعُ 19-البَصِيرُ :  وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ  [الشورى:11] ، 20-المَوْلَى 21-النَّصِيرُ :  فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ  [الحج: 78] ، 22-العفو 23-القَدِيرُُ :  فَإِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً  [النساء:149] ، 24-اللطيف 25-الخَبِير :  وَهُوَ اللطِيفُ الخَبِيرُ  [الملك:14] ، 26-الوِتْرُ : حديث ( وَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ ) (مسلم :2677) ، 27- الجَمِيلُ : حديث : (إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ) (مسلم:91) ، 28- الحَيِيُّ 29-السِّتيرُ حديث (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِىٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ) (صحيح أبي داود:3387) ، 30- الكَبِيرُ 31- المُتَعَالُ لقوله :  الكَبِيرُ المُتَعَالِ  [الرعد:9] ، 32- الوَاحِد ُ33- القَهَّارُ لقوله :  وَهُوَ الوَاحِدُ القَهَّار ُ [الرعد:16] ، 34- الحَقُّ 35- المُبِينُ لقوله :  وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبِينُ  [النور:25] ، 36- القَوِيُِّ لقوله :  إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ  [هود:66] ، 37- المَتِينُ لقوله :  ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ  [الذاريات:58] ، 38-الحَيُّ 39-القَيُّومُ 40-العَلِيُّ 41-العَظِيمُ ، آية الكرسي [البقرة:255] ، 42-الشَّكُورُ 43-الحَلِيمُ ، لقوله :  وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ  [التغابن:17] ، 44-الوَاسِعُ 45-العَلِيمُ ، قال تعالى :  إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ  [البقرة:115] ، 46-التَّوابُ 47-الحَكِيمُ لقوله :  وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيم ٌ [النور:10] ، 48-الغَنِيُّ 49-الكَريمُ لقوله :  فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ  [النمل:40] ، 50-الأَحَدُ 51- الصَُّمَدُ لقوله :  قُل هُوَ اللهُ أَحَد اللهُ الصَّمَدُ  ، 52-القَرِيبُ 53-المُجيبُ لقوله :  إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ  [هود:61] ، 54-الغَفُورُ 55-الوَدودُ لقوله :  وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُود  [البروج:14] ، 56-الوَلِيُّ 57-الحَميدُ لقوله :  وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ  [الشورى:28] ، 58-الحَفيظُ لقوله :  وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ  [سبأ:21] ، 59-المَجيدُ لقوله :  ذُو العَرْشِ المَجِيدُ  [البروج:15] ، 60-الفَتَّاحُ لقوله :  وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيم ُ [سبأ :26] ، 61-الشَّهيدُ لقوله :  وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ  [سبأ:47] ، 62-المُقَدِّمُ 63-المُؤِّخرُ حديث : (أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ) (البخاري :1069) ، 64-المَلِيكُ 65-المَقْتَدِرُ لقوله :  فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِر  [القمر:55] ، 66-المُسَعِّرُ 67-القَابِضُ 68-البَاسِطُ 69-الرَّازِقُ ، حديث: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ) (الترمذي:1314) ، 70-القَاهِرُ لقوله :  وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ  [الأنعام:18] ، 71-الديَّانُ : ورد في الحديث القدسي: (أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ ) (البخاري 6/2719) ، 72-الشَّاكِرُ ، قال تعالى :  وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً  [النساء:147] ، 73-المَنَانُ : حديث ( لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ) (صحيح أبي داود:1325) ، 74-القَادِرُ لقوله :  فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القَادِرُونَ  [المرسلات:23] ، 75-الخَلاَّقُ لقوله :  إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيم ُ [الحجر:86] ، 76-المَالِكُ ، حديث: ( لاَ مَالِكَ إِلاَّ اللّهُ ) (مسلم :2143) ، 77-الرَّزَّاقُ لقوله :  إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ  [الذاريات:58] ، 78-الوَكيلُ لقوله :  وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ  [آل عمران:173] ، 79-الرَّقيبُ لقوله :  وَكَانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً  [الأحزاب:52] ، 80-المُحْسِنُ : حديث: ( إن الله محسن يحب الإحسان) (المعجم الكبير :7114) ، 81-الحَسيبُ لقوله :  إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً  [النساء:86] ، 82-الشَّافِي : حديث: (اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي ) (البخاري:5351) ، 83-الرِّفيقُ : حديث : (إن الله رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ) (البخاري :5901) ، 84-المُعْطي : حديث:(وَاللَّهُ الْمُعْطِي وَأَنَا الْقَاسِمُ) (البخاري :2948) ، 85-المُقيتُ لقوله :  وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً  [النساء:85] ، 86-السَّيِّدُ : حديث : (السَّيِّدُ الله ) (صحيح أبي داود :4021) ، 87-الطَّيِّبُ حديث: (إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا ) (مسلم :8330) ، 88-الحَكَمُ : حديث: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ ) (صحيح أبي داود:4145) ، 89-الأَكْرَمُ لقوله :  اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ  [العلق:3] ، 90-البَرُّ لقوله :  إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ  [الطور:28] ، 91-الغَفَّارُ لقوله :  الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ  [ص:66] ، 92-الرَّءوفُ لقوله :  وَأَنَّ اللهَ رءوف رَحِيم ٌ [النور:20] ، 93-الوَهَّابُ لقوله :  الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ  [ص:9] ، 94-الجَوَادُ حديث: ( إن الله جواد يحب الجود) (صحيح الجامع :1744) 95-السُّبوحُ : حديث: ( سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ ) (مسلم :487) ، 96-الوَارِثُ : قوله :  وَنَحْنُ الْوَارِثُون  [الحجر:23] ، 97-الرَّبُّ لقوله :  سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ  [يس:58] ، 98-الأعْلى لقوله :  سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى  [الأعلى:1] ، 99-الإِلَهُ لقوله :  وَإِلهُكُمْ إِلهٌ وَاحِدٌ  [البقرة:163]” ا.هـ.

(فائدة ثالثة) : ما معنى الإحصاء؟

     نقل ابن حجر العسقلاني في: (فتح الباري[44])، عن الإمام ابن بطَّال المالكي (ت: 449هـ):- ما نصه-: “قال ابن بطال: الإحصاء يقع بالقول، ويقع بالعمل.

فالذي بالعمل: أن لله أسماء يختص بها كالأحد، والقدير، فيجب الإقرار بها والخضوع عندها، وله أسماء يستحب الاقتداء بها في معانيها، فالكريم والعفو، فيستحب للعبد أن يتحلى بمعانيها ليؤدي حق العمل بها، فبهذا يحصل الإحصاء العملي.

وأما الإحصاء القولي: فيحصل بجمعها، وحفظها والسؤال بها، ولو شارك المؤمن غيره في العد والحفظ، فإن المؤمن يمتاز عنه بالإيمان والعمل بها”ا.هـ. 

والله أعلى وأعلم.
———————–

-الإحــــالات: 

[1] (33،24/1).

[2] (ص111).

[3] (ص155،152).

[4] (ص141،140).

[5] (ص173).

[6] (223/11).

[7] (ص 155).

[8] (9/ 301،300).

[9] (1/ 162).

[10] (124/1).

[11] (ص37).

[12] (ص:490).

[13] (108/2).

[14] (188/7).

[15] (275/1 تحقيق: أبوغدة).

[16] (109/4).

[17] (ص 143).

[18] (ص155،152).

[19] (ص141).

[20] (109/4).

[21] (ص143،141).

[22] (54،130/2). 

[23] (ص143،141).

[24] (ص: 40).

[25] القرني، عوض، المختصر الوجيز في مقاصد التشريع، ط1، (الرياض: دار الأندلس الخضراء)، (ص57).

[26] (ص 155).

[27]  ذكر هذه القواعد/الشروط الخمسة، محمود عبد الرازق الرضواني: في كتابه: أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة، والكتاب موسوعة تقع في خمسة أجزاء، وقد أجاز الأزهر نشر الكتاب وحث على نشره .

[28] (ص19).

[29] (7/228).

[30] (1/21).

[31] (ص19) .

[32] يـُـنظر رسالة: أقوم ما قيل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل .لـ ابن تيمية ضمن (مجموع الفتاوى 8/196)؛ وكتاب:” أسماء الله الحسنى، لــ عبدالله بن صالح الغصن، (ص: 136).

[33] (برقم: 4549).

[34] يُنظر: القواعد المثلى، لابن عثيمين. (ص10).

[35] (3/358).

[36] (ص 85).

[37] (1/27).

[38] (1/275)، تحقيق: أبوغدة.

[39] (5/17).

[40] يـُـنظر: شرح التصريح على التوضيح (1/120)، ومعنى لا إله إلا الله، للزركشي، (ص145،143)، وبدائع الفوائد،  لابن القيم، (1/24)، وشفاء العليل، له، (ص 567،566).

[41] (ص165).

[42] (1/162).

[43] (2/108).

[44] (13/390).

مشاركة هذه التدوينة
Share on email
Email
Share on whatsapp
Whatsapp
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on print
Print
تقييم المقالة
1 (1 تقييمات, المعدّل: 0.00 من 5)
Loading...
قد يعجبك أيضًا
منزلة الــحَيْرة
البيان القرآني
فَـلسَفةُ الـكَدْح في القُرآن

أكتب تعليق

تعليقك*

اسمك *
موقعك الإلكتروني